أعرب رئيس بلدية قلنسوة الفائز في الانتخابات الأخيرة للدورة للثانية، عبد الباسط سلامة، عن رأيه بأن قلنسوة تجاوزت الانتخابات المحلية على الرغم من الواقع العنيف الذي شهدته في الشهور الأخيرة، مؤكدا أن أزمة السكن وأوامر هدم المنازل من أكبر التحديات والمهام التي يعكف على توفير حلول لها في هذه الفترة.

وشهدت المدينة أحداثا عنيفة قبيل الجولة الأولى للانتخابات المحلية التي أجريت في 30.10.2018، إذ تم تهديد المرشح للرئاسة، المربي معروف زميرو، بإطلاق النار عليه 3 مرات خلال شهر واحد، ما اضطره في النهاية تقديم استقالته، إضافة إلى إطلاق النار على مرشح للعضوية ومسؤول الحملة الانتخابية للمرشح أحمد قشقوش.

وكان رئيس البلدية، عبد الباسط سلامة، فاز بالرئاسة بفارق نحو 400 صوت على منافسه أحمد قشقوش في الجولة الثانية للانتخابات.

أزمة السكن

تعاني مدينة قلنسوة من مشكلة كبيرة في التخطيط والبناء، ويهدد شبح الهدم في الوقت الحالي عشرة منازل بالهدم الفوري، إضافة إلى نحو 500 منزل ومنشأة في المدينة دون ترخيص.

الشارع الرئيس في قلنسوة 2018 (تصوير "عرب 48")

وهدمت السلطات الإسرائيلية نحو 20 منزلا ومنشأة في قلنسوة في العامين الأخيرين، حيث شهدت المدينة في تاريخ 10.01.2017 سابقة في الهدم بعد أن هدمت السلطات 11 منزلا ومنشأة بذريعة البناء غير المرخص.

وفي الوقت ذاته لا تزال الخرائط الهيكلية المقترحة لتوسيع مسطح المدينة عالقة في أروقة ومكاتب السلطات الإسرائيلية، ضاربة بعرض الحائط الحاجة الملحة للمواطنين لاستصدار رخص للبناء وضم الأراضي وتعريفها أراضي سكن لتلبي حاجة التكاثر الطبيعي للسكان.

وحاور "عرب 48" رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، حول التحديات التي ستواجه المدينة في دورته الثانية.

"عرب 48": عانت مدينة قلنسوة من أحداث العنف قبيل الانتخابات، كيف تفسر ذلك؟

سلامة: الانتخابات في المجتمع العربي عموما شهدت أحداثا عنيفة لا يمكن التغافل عنها. نخرج إلى الانتخابات بشكل غريب ونحن نأمل أن تكون بشكل حضاري إلا أن المنافسة في جميع القرى والمدن العربية كانت عنيفة نوعا ما. في مدينة قلنسوة في السنوات السابقة دارت الانتخابات بشكل هادئ، لكن التصعيد الذي حدث في الآونة الأخيرة لا أحد يجد له أي تفسير. من حق أي مواطن أن يرشح نفسه ولا يجوز لأحد أن يعطل سيره. نحن نؤمن بالديمقراطية السليمة والحرة، وهذه الأحداث أساءت للجميع وفاجأتهم أيضا، ولكن نحمد الله أن الانتخابات انتهت بشكل سليم.

"عرب 48": هل تعتقد بعد هذه الأحداث أن الانتخابات فعلا الآن من وراء المواطنين؟

سلامة: نعم، الانتخابات الآن من وراء المواطنين وهذا ما ألمسه في الشارع، جميعهم لديهم النية للتقدم إلى الأمام في المدينة، وأيضا انتخبوا أعضاء بلدية على قدر المسؤولية والأمانة، ونتوقع تشكيل ائتلاف وشراكة تامة مع كافة الأعضاء والمواطنين للرقي في هذا البلد.

"عرب 48": لماذا تبرز في قلنسوة معاناة الأهالي من سوء تخطيطي للبناء؟

سلامة: مدينة قلنسوة تختلف معاناتها عن باقي البلدات العربية المجاورة، إذ أن مساحة مسطح المدينة تبلغ 8.400 دونم تقطعه مخططات كثيرة، كوادي إسكندر، خط الكهرباء، شارع 6 (عابر إسرائيل)، خط شركة مياه (مكوروت)، وهذا ما يعيق التخطيط ويصعب المصادقة على الخرائط الهيكلية.

"عرب 48": هل هناك مخططات جديدة لحل هذه الأزمة المتفاقمة؟

سلامة: نحن الآن في صدد تجهيز خارطة هيكلية للعام 2040، بدأنا بالتخطيط وعندما ننتهي منه سوف يكون لنا المزيد من الحلول لهذه الأزمة. طالبنا وزير المالية في برقية مستعجلة بتجميد أوامر هدم المنازل غير المرخصة وإيجاد الحلول لها. يواجه خطر الهدم 10 إلى 12 منزلا في قلنسوة في الوقت الحالي، لكن هنالك الكثير من المنازل خارج الخط الأزرق والخارطة الهيكلية، والتي بنيت قبل سنوات. وأشير إلى أن كل الذين يبنون دون تراخيص ليسوا هواة بناء غير مرخص، إنما الضائقة السكنية هي التي جعلتهم يبنون هذه المنازل. هذه الأزمة تعترف بها السلطات والدوائر الحكومية، ونحن نحارب في هذا الجانب أمامها، ونقول دائما للجهات المسؤولة لا تعيقوا على الأقل المصادقة على الخرائط وامنحونا حقنا بالتوسع، وهذا ما سنستمر بالعمل عليه.

دوار في قلنسوة، 2018 (تصوير "عرب 48")

"عرب 48": هل هنالك قضايا ملحة غير قضية الهدم؟

سلامة: هنالك الكثير من الأمور المهمة لمدينة قلنسوة، وأعتقد أنها مهمة جدا، فالتربية والتعليم في سلم أولوياتنا وأيضا التعليم اللامنهجي والتنظيم والبناء والرياضة، كل هذه القضايا مهمة جدا ونعمل من أجل تطويرها.

"عرب 48": أخيرا، ماذا تقول للمواطن في قلنسوة؟

سلامة: أشكر الجميع، كل من أدلى بصوته بصورة ديمقراطية، من انتخبني ورأى بي الرئيس المناسب ومن انتخب غيري ورأى به مناسبا، وهذا أمر شرعي وأنا احترم ذلك. قبل الانتخابات كنت مرشحا لـ50% من المواطنين، لكنني اليوم رئيس لخدمة كل الناس في قلنسوة دون تفرقة، ولا أعاقب ولا أحاسب أحدا، وهذا هو طريقي ولن أحيد عنه أبدا.

اقرأ/ي أيضًا | قلنسوة: انتخاب عبد الباسط سلامة رئيسا للبلدية لدورة أخرى

اقرأ/ي أيضًا | عشية الجولة الثانية للانتخابات: قلنسوة تحت النار

اقرأ/ي أيضًا | صاحبة منزل مهدد بالهدم في قلنسوة: سنحافظ عليه مهما كلفنا ذلك